ضمن سلسلة نشاطات الأساتذة العلمية للحلقة الدراسية ( السمينار Seminar ) قدمت م.م. نوال محمود عبد حلقة دراسية بعنوان ( تحليل بلاغي – تداولي للاستعارة ) .
ذكرت فيه ان البلاغة هي العنصر الأكثر أهمية في تفوق بعض الكتاب والخطباء دون غيرهم. فكلما كان الأداء قوياً ويتميز باختيارالألفاظ وبليغ العبارات، كلما كان الخطيب او الكاتب مؤثراً في جمهوره، وموصلاً لرسالته وأهدافه من الخطبة. ومن هنا تبرز كفاءة الخطيب في كيفية استخدام اللغة وأساليبها وتعبيراتها المختلفة من أجل توصيل رسالة الخطبة. ففي الأداء الخطابي المؤثر، تظهر قوة المعاني والألفاظ عندما يختار الكاتب أو الخطيبُ جميل الألفاظ والتشبيهات لجذب انتباه وإثارة عزائم المستمعين أو القراء؛ وللاستعارةِ أجملُ وقعٍ في الخطابة؛ لأنها تمنحُ الكلامَ قوةً،وفيها يثارُ انتباه الاخرين الى وجهة نظر معينة. 
بالرغم من ان الاستعارة والتشبيه من أهم ادوات البلاغة واكثرها شيوعا في مختلف النصوص والمجالات, ابرزها الشعر والخطابات السياسية والاعلانات والامثال وغيرها, الا انهما تختلفان من حيث المعنى. فالتشبيه يتضمن مقارنة مباشرة وواضحة بين شيئين يمتلكان صفة مشتركة كقولنا ” ان محمد كالاسد في المعركة “, وهنا يتضح لنا ان “محمد” و”الاسد” يشتركان بصفة الشجاعة والقوة, والهدف من هذا التشبيه هو اختيار “الاسد” لوصف شجاعة محمد . من ناحية اخرى, فالاستعارة هي مقارنة غير مباشرة بين شيئين, والاختلاف هنا ان الكاتب او المتكلم يحاول جذب انتباه الاخرين الى فكرة معينة من خلال فكرة اخرى فقولنا  “ان الحياة مسرح كبير”, تبين لنا بان الكاتب او المتكلم يقصد باننا جميعا نعيش في مسرح كبير ولكل منا دور يجب أن نؤديه في هذه الحياة.
وبينت ان استعمال مختلف الادوات البلاغية كوسيلة لايصال وجهة نظر معينة, تظهر لنا كيفية ارتباط هذا الجانب البلاغي مع الجانب التداولي من خلال تسليط الضوء على الغاية الاساسية والمخفية للمتكلم او الكاتب التي يحاول ايصالها عند استعماله ادوات البلاغة واهمها الاستعارة. اي ان هناك معنى اخر للكلام بالاضافة الى المعنى الحرفي والذي يظهر براعة المتكلم أو الكاتب في اختيار اساليب البلاغة  ودور المستمع أو القارئ في فهم المعنى المقصود.  


Comments are disabled.