ضمن سلسلة النشاطات العلمية والثقافية المقدمة من قبل اساتذة الكلية للطالبات في يوم الخميس ( الساعة الحرة ) قدمت م . باهرة محمود جعفر التدريسية في قسم الأقتصاد المنزلي محاضرة بعنوان (دور المرأة والشباب في مكافحة التطرُّف ) على احدى قاعات القسم . 
تهدف المحاضرة الى تسليط الضوء على دور المرأة والشباب في مكافحة التطرف في المجتمع , والى توعية الطالبات وتعريفهن بدورهن المهم في معالجة ومنع التطرف في داخل الحرم الجامعي .
يُعد (التطرُّف) من المفاهيم التي أُخرجت عن مضامينها واسْتُعملت في غير مواضعها فغيّر مجرياتها الدلالية إلى سياقات غير مألوفة في الاشتقاق اللُّغوي والوضع الاصطلاحي، فولّد ذلك صعوبةً في تحديد المصطلح أو إطلاق تعميمات بشأنه، نظراً إلى ما يشير إليه المعنى اللُّغوي للمصطلح من تجاوزٍ لحدِّ الاعتدال . وقد يعني التطرُّف الخروج عن القيم والمعايير والعادات الشائعة في المجتمع، وتبنّي قيم ومعايير مخالفة لها، كما يعني أيضاً اتخاذ الفرد (أو الجماعة)، موقفاً متشدداً إزاء فكرة أو أيديولوجيا أو قضية قائمة، ومحاولة إيجاد مكان لها في بيئة هذا الفرد أو الجماعة، ففي هذه الحالة قد يكون رد الفعل تجاه التطرُّف إيجابياً متمثِّلاً في القبول التام لهذه الفكرة أو الأيدولوجيا أو القضية، أو سلبياً متمثِّلاً في الرفض التام لها، وعندها يقع حد الاعتدال في منتصف المسافة بين هذا القبول وذاك الرفض.
تناولت المحاضرة موضوع التطرُّف العنيف ودور الشباب والمرأة في مكافحته والحد منه أو التقليل من آثاره،من خلال مناقشة اربعة محاور منها ( أنواع التطرُّف وصوره في الواقع الاجتماعي. وآثاره على الفرد والمجتمع والأمة ككل .ودور الشباب في مكافحة التطرُّف العنيف والتصدّي له ومنعه. واخيرا دور المرأة في مكافحة التطرُّف العنيف ومنعه.
وذكرت جعفر ان أنّ الشباب أكثر تأثُّراً بالتطرُّف وانجرافاً له، لذا فانه يقع عليهم دورٌ متعاظمٌ في مكافحته والتصدِّي له ومنعه، من خلال المعرفة الصحيحة , و تعلُّم العلم الشرعيّ الصحيح الذي يقيهم الوقوع في الفهم الخاطئ لمدلولات المصطلحات , وعدم الانجرار وراء الدعوات التي تأتيهم من هنا أو هناك من الجماعات المتطرِّفة، والتي تدعوهم للمشاركة في عمليات يطلقون عليها جهادية، ولكنّها في الأصل تخريبية تساعد بصورة كبيرة في تشويه صورة الإسلام والمسلمين،فضلا عن ملء الفراغ الفكري والعاطفي والجسدي الذي لديهم بالقراءة والاطلاع، والانخراط في ورش ودورات تنمية القدرات والمهارات، وممارسة الرياضة . اما بالنسبة للمرأة فانها تؤدِّي دوراً كبيراً في المجتمع بدايةً من الأُسْرة وحتى المؤسسات التربوية والصحية، وهي تُعدُّ عماد الأسرة في معظم المجتمعات الإسلامية، حتى إنّها أحياناً تتقمّص دور الأب من جانب تنشئة الطفل كونه أكثر احتكاكاً بها، فيتلقى منها الكثير من الخصال، لذلك هي أيضاً بمثابة القدوة والنواة في الأسرة، ويتعيّن عليها أيضاً أن تلعب هذا الدور في المؤسسات التربوية خصوصاً والمؤسسات الصحية .وعند حماية المرأة لتلك القيم اي القيم التربوية وعلاقتها بالطفل ـ فإنّها تنقلها في المدرسة إلى الأجيال المقبلة، وإن كانت المؤسسة صحية تنقل القيم من خلال التعاملات وتغرس روح التعاون والإنسانية”.



Comments are disabled.