ضمن سلسلة النشاطات العلمية للاساتذة قدمت أ.د.اشواق سامي جرجيس التدريسية في قسم الاقتصاد المنزلي حلقة نقاشية بعنوان (التغير الاجتماعي وصراع القيم الاجتماعية) .والتي هدفت فيها الى معرفة اثر التغير الاجتماعي وصراع القيم الاجتماعية, على المجتمع العراقي وماهي سبل بناء وتعزيز القيم الاجتماعية.
وقالت جرجيس ان حركة الأفراد داخل المجتمع وسعيهم لتحقيق مصالحهم وقضاء حاجاتهم، وتعاونُهم وتخاصُمهم وتأييدُهم لمؤسساته واعتراضُهم عليها، كل ذلك يسمى تفاعلاً اجتماعياً، ينتج عنه تغيُّر اجتماعي. وهذه العملية لا يمكن إيقافها؛ لأنها شرط لوجود المجتمع. وإذا كان التفاعل يستحيل منعه، فإن التغير الاجتماعي يستحيل إيقافه كذلك. فالتغير الاجتماعي يمكن أن يكون سريعاً أو بطيئاً، صاخباً أو هادئاً، سلمياً أو عنيفاً. وهذا يعتمد على القيم الاجتماعية التي تحكم المجتمع ويجري التفاعل الاجتماعي في ضوئها.
وقد ذكرت ان هناك قيم كثيرة يحدد وجودها الإطار التربوي العام في المجتمع، ومدى الوعي الذي وصل إليه النّاس في تعاملهم مع بعضهم،ومنها الصدق، الإيثار، الكرم والسخاء, الحياء، البذل والتضحيّة، التعاون والتعاضد، التكافل الاجتماعي. وقالت ان هناك عدة اسباب ادت الى تراجع هذه القيم في المجتمع منها ضعف الوازع الديني عند الأفراد, والتأثر بتكنولوجيا الاتصال والتواصل، حيث يتم ضخ العديد من القيم السلبيّة عبرها، فإذا كان لشبكات التواصل الحديثة إيجابيات، فلها أيضاً سلبيات , كما ان للاعلام عبر منابره المختلفة المسموعة، والمرئيّة، والمقروءة. وسرعة تطوُّر الحياة، وغلبة المصالح الفرديّة على المصالح العامّة , وانعدام الوعي الكافي بجدوى وقيمة هذه القيم في الحياة عند البعض.
كما بينت انه لاجل بناء وتعزيز القيم الاجتماعيّة لابد من التاكيد على التنشئة الأسريّة السويّة وغرس القيم والأخلاق في الأبناء، ويمثل الأبوان الأسوة الحسنة للطفل، فإذا صلحا صلح الطفل، وإذا فسدا فسد الطفل أيضاً.والاهتمام بالنظام التعليمي المتكامل الذي يركز على حاجات الطفل النفسية والعقلية على حد سواء، ويعمد إلى توجيه سلوك الطالب ورعايته باستمرار.والتاكيد على دورالإعلام بجعل القيم ميداناً من ميادينه وهدفاً من أهدافه.والاهتمام بالتربية الدينيّة، سواء كانت في الأسرة، أو من خلال التوجيه في المساجد، أو المدارس، او عن طريق الإعلام، فكلّ هذه حلقات متكاملة في التربية والبناء، والتكوين.فضلا عن أهمية القدوة الحسنة، ولا سيّما في المدرسة والبيت من قِبل المدرسين لطلابهم، ومن قِبل أولياء الأمور لأبنائهم