شارك أ.د. عدنان ياسين مصطفى التدريسي في قسم الخدمة الاجتماعية في الورشة الموسومة ( اعادة الاندماج المجتمعي – آثار تجنيد الأطفال على مستقبل العراق دراسات اجتماعية –قانونية – قضائية ) التي اقامتها المؤسسة القانونية العراقية – منظمة من اجل وحدة العراق في يوم الاربعاء الموافق 10/4/2019 في اربيل .
وجاءت مشاركته بالورشة من خلال القاء محاضرة بعنوان ( تجنيد الأطفال :تحديات مجتمعية وآثار مستقبلية ) , والتي هدفت الى بيان ان عالم اليوم أصبح عالم مهدد بالخوف إذ اصبح الفقر فيه معولماً والسوق حاكماً وكل ذلك بسبب نمو وتطور الفكر المتطرف الذي يشجع على العنف والجريمة والعدوان .والتساؤل هنا ماهي طبيعة الفكر الذي يوجه السلوك الإرهابي . وما هي طبيعة هذا السلوك ؟
تطرق في محاضرته الى كيف ان في السنوات الاخيرة أصبحت التنظيمات الإرهابية تشكل تحدياً جدياً لقيم الديمقراطية وكرامة الإنسان . وكيف ان العراق تحمل كلفة ظاهرة على أمنه الانساني واقتصاده , وكيف ان قضية مكافحة الإرهاب تحولت الى قضية وطنية – مجتمعية , وقال ان الارهاب لا ملامح له ولا دين او جنسية انه عدو للإنسانية ومكافحته واجب الجميع . ولعل من حقائق الأمور أن السنوات التي أعقبت احتلال التنظيمات الإرهابية لعدد من المحافظات عام 2014 قد اسهمت في تفكك البنى والوظائف والعلاقات القيمية في المناطق التي تأثرت بالنزاع , بعد أن تعرض العراقيون بسبب الازمات التي مروا بها إلى ضغوط نفسية متواصلة أدت الى تكريس مجموعة من المشكلات والتحديات وتمثل هذا الوضع في انتشار العنف الذي بات يهدد حياة العراقيين فضلاً عن المشكلات الاقتصادية المتمثلة بالبطالة والفقر وضعف أداء المؤسسات وغياب الشعور بالأمان نتيجة الوضع الأمني المتدهور .
ووذكر ان قضية الطفولة تشكل أحد المتغيرات المهمة في التحولات المجتمعية بعد سلسلة من الأزمات التي تركت آثاراً مباشرة وغير مباشرة في المؤسسة الأسرية بشكل عام وعلى الطفولة بشكل خاص , فالازمات إلى جانب العوامل الثقافية والاجتماعية , والقصور في تعليم الاسرة , وتدني المستوى العلمي والمعرفي , كلها عوامل تقلص نطاق الاعمال المتاحة أمام الأباء والأمهات , مما ينعكس سلباً على أوضاع الأطفال فتزيد من معاناتهم وتعقد ظروفهم وتسهم في تهميشهم واستبعادهم عن دائرة الاهتمام والرعاية .
وذكر في نهاية محاضرت عدد من التوصيات المهمة التي اكدت على :
تنفيذ برامج وستراتيجيات تنموية تعالج مشكلات الاطفال .
تعزيز الادوار التنموية للمؤسسات العاملة في هذه المجالات , وتعزيز قدرات أهلها .
بلورة مشاريع تنموية حضارية فاعلة تستقطب أذرع وطاقات الشباب والسعي الى تمينهم .
بناء الكفاءات والمؤسسات القادرة مباشرة على تبني هذه المشاريع برشادة وتمكن .
تنمية الوعي الديني الوسطي لدى الأطفال منذ مراحل تعليمهم الأولية .
إعادة النظر في بناء مضامين المناهج الدراسية .
تحصين الأطفال للتعامل مع مواقع الأنترنت بشكل إيجابي وفق مايتطلبه راهن الحال .
ترشيد المشهد الاعلامي بإعادة النظر فيما يقدم من برامج وأعمال درامية على شاشة التلفزة .