جرت المناقشة العلنية لطالبة الماجستير اسراء ابراهيم خليفة من قسم علوم القران كلية التربية للبنات عن رسالتها الموسومة (الجوانب الحضارية في التفسير الوسيط للاستاذ الدكتور وهبة الزحيلي رحمه الله) وعلى قاعة المصطفى في رحاب الكلية , والتي انجزتها بأشراف الاستاذ المساعد الدكتور طالب احمد عواد.

هدفت الدراسة الى تسليط الضوء على مفهوم الحضارة، ثم التعريف بالحضارة الإسلامية . والتأكيد على أن الحضارة الإسلامية هي الوحيدة التي جمعت في طياتها الجوانب المادية والروحية للإنسان، فضلا عن النواحي النفسية والفكرية وغيرها مما تتوق إليه النفس الإنسانية، والاستفادة من النظم الإسلامية ( الاقتصادية والاجتماعية والسياسية)  بإعتبارها المكون الحقيقي للحضارة الإسلامية.

ومن أهم النتائج التي تكونت من الدراسة والتقصي فيها هي ان عظمة الاسلام تتمثل بعالميته وخطابه العالمي وشموله لجوانب الحياة، فليس من البدع ان تبرز جانب – الحضارة وبناءها عند المسلمين ، ولا ادل على ذلك من تتبع اقوال المفسرين ووقوفهم عند هذا الجانب ., وان الاسلام دعا الى اهمية العلم لأنه الوسيلة الاولى لبناء الحضارة الاسلامية ووسيلة ديمومتها وهو وسيلة لرفع – الجهل عنها., وأن القران الكريم فيه الكثير من الحقائق العلمية وهذا شاهد على ان فيه من الاعجاز العلمي الذي ما زال الباحثون لم يكتشفوه ودليل ذلك أن ما يكتشف من علوم طبيعية تتطابق مع ما جاء في الق آ رن الكريم لذا فان الاسلام دين يواكب الحضارة باستمرار. وأظهرت أن أعظم مافي حضارة المسلمين هو ذلك الخط الواصل بين بناء حضارة المسلمين وبناء الحياة وصناعتها، – والاعتقاد القلبي بأحاطة الله تعالى وعلمه بمكنونات القلوب ، وهذا يبعث على أن صناعة الحضارة نوع من التعبد لله تعالى. فضلا عن  أن اساليب التربية قد تنوعت من اجل تنشئة انسان متكامل يطبق شريعة الله في الارض ويرتقي في جميع المجالات التي ترفع من شأن هذه الأمة., وأن المسلمون الآن بحاجة لهكذا دراسات في زمن تراجعت خطواتهم وأفل نجمهم – بسبب تخلف المجتمع المسلم عند مواكبة الحياة ، وانتشار الجهل والظلم .

 ومن التوصيات التي أوصت بها الدراسة هي وضع  الخطط والاسترا تيجيات التي تُساعد الأمة على النهوض الحضاري واستشراف المستقبل ., وتفعيل التواصل الحضاري مع الأمم والشعوب المتقدمة والاستفادة من برامج التنمية المستدامة لتوفير بيئة آمنة للشعوب الإسلامية، للنهوض من جديد . مع دراسة عوامل النهوض الإسلامي، والتمسك بالأصول والثوابت، لتجديد الروح الإسلامية في الجسد الإسلامي . وضرورة تفعيل دور الأسرة المسلمة في البناء الحضاري، وامدادها بكافة الأدوات والوسائل التي تُساعدها على تنشئة الأجيال تنشئة صالحة، تؤهلهم للقيام بدورهم الحضاري . وتفعيل دور الدولة في الاهتمام بالأجيال الجديدة وتوعيتهم وتحصينهم ضد الأفكار الهدامة، وتبصيرهم بدورهم في البناء الحضاري .,. وبذل الجهود الدولية الفاعلة، لتحقيق كرامة الإنسان، وحفظ حقوقه، واقامة العدل الناجز، وتحقيق التعايش السلمي وتشجيع منهج الوسطية في تنشئة المسلمين.

Comments are disabled.