أ.م.د.رشيد احمد العباسي يصدر كتاباً عن مبادئ الاقتصاد الاسلامي في عصر الرسالة
صدر للـ أ.م.د.رشيد أحمد العباسي التدريسي في قسم التاريخ بكليتنا كتاب جديد بعنوان (مبادئ الاقتصاد الإسلامي في عصر الرسالة – من خلال كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام للحافظ المؤرخ ابن حجر العسقلاني تـ 852هـ ).
سعى المؤلف من كتابه تسليط الضوء على الجوانب الاقتصادية في ذلك العصر من خلال كتاب بلوغ المرام من أدلة الاحكام للحافظ والمؤرخ ابن حجر العسقلاني الذي احتوى على المبادئ الاقتصادية جميعا التي وضعها الشارع الحكيم.
وذكر العباسي عن أهم ماتناوله الكتاب قائلا: أن أهم أهداف الاقتصاد الإسلامي هو توفير الحياة الكريمة لكل فرد من أفراد المجتمع، وهذا الهدف لابد له من اليات وأساليب للوصول اليه، فان نظرية الاقتصاد الإسلامي ارتكزت على نظرية الاستخلاف، ومفادها ان المال لله عزوجل وان الانسان مستخلف على ذلك المال، ومن ثم فعليه ان يعمل على وفق ما امر به صاحب المال الحقيقي، فما امر به صاحب المال على المستخلف الا ان ينفذ ما اُمِر به، وما نهى عنه يجب ان ينتهي عنه، وهذه الأوامر كلها بمنتهى الحكمة الإلهية وتصب في مصلحة الانسان.
واضاف التدريسي أن الله تعالى امر بالزكاة ورغب بالصدقة وكان ذلك لمصلحة الغني قبل الفقير، وعندما نهى الله تعالى عن الغرر (الغش) في المعاملات التجارية كان ذلك لمصلحة كلا طرفي العقد (البائع والمشتري). ومن هذا المنطلق جاء هذا الكتاب كدراسة في جانب مهم من جوانب السيرة النبوية وهو الجانب الاقتصادي وكيف ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نظم الحياة الاقتصادية في المجتمع آنذاك حيث منع الغش والاستغلال في المعاملات التجارية اليومية كما منع الربا الذي فيه إستغلال المقرض لحاجة المقترض، فضلا عن ترغيبه بالتكافل الاجتماعي وبذل المال في سبيل الله من اجل القضاء على الفقر وسد حاجة المحتاج من خلال الية الزكاة والصدقات.
كما أضاف أن قطاف ثمار تلك المبادئ السليمة للاقتصاد الإسلامي في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله (٩٩-١٠١ ھ) كان واضحا بعد ان ازدادت موارد الدولة بسبب اتساعها بالفتوحات، اذ لم يبق فقير في عهده، ولو اتبعت الدول في وقتنا الحاضر تلك المبادئ الاقتصادية لحلت مشاكلها الاقتصادية جميعا وازدهرت الحياة فيها، وزادت رفاهية المواطن وذلك بالتوزيع العادل لموارد الدولة على المشاريع الاقتصادية وبين افراد المجتمع الواحد.