برعاية السيد عميد كلية التربية للبنات أ.د. اسحق صالح العكام وبإشراف رئيس قسم اللغة الانكليزية أقام القسم ندوة في الأدب الانكليزي الموسومة (تمثيل الشر في الأدب) وذلك في صباح يوم الاحد الموافق 17/1/2021على قاعة المناقشات في الكلية. التي هدفت الى تعريف مفهوم الشر من وجهات نظر ونظريات أدبية مختلفة.

وتحدثت رئيس اللجنة الثقافية بالقسم أ.م.د. مروة غازي الغريري نيابة عن زميلاتها حول اختيار عنوان الندوة قائلة, لقد كان الشر أو وجود الشر في العالم  يمثل تحديا للدين والفلسفة على مرّ العصور. وكثيراً ما تساءل الفلاسفة: لماذا يوجد الشر في العالم؟ لماذا لا يوجد إلا الخير؟. والواقع أن وجود الشر يمثل تحديا للفكر العقلاني، ويعبر عن القوى اللاعقلانية في الوجود. كما أن الفلاسفة والادباء  وعلى مدى قرون اهتموا بمسألة ثنائية الخير والشر في الطبيعة البشرية، ففريق رأى أن الإنسان مجبور على الخير، في حين رأى الفريق الآخر أنه ميال إلى الشر. بينما رأى أرسطو أن الفضائل الأخلاقية تكتسب بالتعلم، وأن الإنسان يولد بلا أخلاق، في حين رأى سيغموند فرويد أن الإنسان يولد مثل الصفحة البيضاء لا هو خيّر ولا شرير.

وأضافت الغريري هناك التفسير الديني الذي يربط مفهوم الشر بالشيطان و لكن يبقى السؤال ” هل الانسان يتبع الشيطان طوعا؟ ام هناك دور الشيطان في حياة الانسان؟ ام ان الشيطان هو النفس البشرية بحد ذاتها؟” . فضلا عن الحروب والجرائم والوحوش والشياطين تمثل بعض أشكال الشر ومظاهره. وهي مظاهر ما أنفكت تسيطر على وعي الأدباء لتقديمه و التحذير منه او التعامل معه و ليس التمجيد به. لذا كان الحديث عن الشر لدرء مخاطره والا فإن خطره سيكون أعظم وسوف يزداد تفاقماً. ثم جاء الأدب لكي يواجه تحدي الشر بشكل آخر. وكان السؤال المطروح هو التالي: كيف يمكن عن طريق الخيال تقديم صورة معقولة، بل وتطهيرية عما يسحقنا في الحياة التي نحياها؟، بمعنى آخر: ألا يمكن القول بأن المرور بالشر أو مواجهته وجهاً لوجه هو الطريق الأمثل لتحاشيه أو لتحاشي أخطاره؟، وهنا يمكن أن نطبق قول أبي نواس: وداوني بالتي كانت هي الدّاء.. فالأديب الذي لا يتحدث إلا عن الخير ويرفض التوقف عند الشر، لا يقدم خدمة إلى المجتمع، على عكس ما يتوهم.

افتتحت أعمال الندوة بجلسة علمية واحدة قدم فيها اثنا عشر ورقة عمل بحثية تناولت أعمال أدبية متنوعة لكتاب مختلفين ولعصور أدبية متفاوتة. ووزعت رئيس القسم في ختامها شهادات المشاركة على المشاركين بالندوة.

Comments are disabled.