أجريت بعون الله تعالى المناقشة العلنية لطالبة الماجستير مها خالد غازي من قسم علوم القرآن عن رسالتها الموسومة ( توجيهات المشكل في لفظة الكفر عند زين الدين الرازي في كتابه أنموذج جليل – جمعًا ودراسة ), في يوم الثلاثاء الموافق الرابع من شهر آيار عام 2021 ، على قاعة المناقشات بالكلية، التي أنجزتها بإشراف أ.م.د. أسماء ضياء الدين أحمد.
تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على مفهوم الإشكالات التي طرحها زين الدين الرازي حول مباحث الكفر في كتابه ( أنموذج جليل )، انطلاقا من آيات القرآن الكريم التي تطرق لها الإشكال، وهذا الموضوع يؤثر في مقاصده وأهدافه إلى زيادة إيمان المسلمين, وفي دعوة غير المسلمين, وفي إقامة الحجة على كل من لا يؤمن بالله تعالى وإقناعهم برسالة الإسلام, وأنّ القرآن الكريم هو كتاب منزل من عند الله تعالى، فقضية الكفر استحوذت على مساحة كبيرة في تاريخ الفكر البشري، ودرسها العلماء منذ عقود على قدر كبير من الاهتمام والعناية، فكانت الدافع وراء ما بذلوه من جهود مباركة يرمون من ورائها إلى تحقيق هدف نشر الإيمان والتحذير من الكفر والضلال، وهذا الهدف جدير بأن يبذل في سبيله كل جهد وأن تستنفذ له كل طاقة إلا وهو الدعوة إلى دين الله تعالى وبيان الحجة التي سلكها القرآن الكريم في الكفر والإيمان
ومن النتائج التي توصلت لها الدراسة هي أن مباحث زين الدين الرازي –رحمه الله- حول قضايا الكفر في كتابه ( أنموذج جليل) ، امتازت بالدقة والايجاز، فأحيانًا يكتفي بجواب واحد، وأحيانًا يذكر في الإشكال الواحد أكثر من جواب، إلا أنّها لا تخرج عن الإيجاز في العبارة والدقة في بيان المعنى المراد من آيات الذكر الحكيم. أثبتت جهود العلماء ضعف المضامين المطروحة في الإشكالات التي تتناول قضايا الكفر، وأنّ هذه الإشكالات لا تعدو عن اللبس والإيهام في أغلب مضماينها ومفهوماتها، وافتقارها للرؤية الشاملة التي تنظر للقرآن الكريم من منظور الوحدة الموضوعية. وإنّ إيمان الكثير من الناس يعتمد على بيان مفهوم الكفر وما يتصل به من لبس عبر دراسة مباحث الإشكال عند علماء التفسير .
وأوصت الدراسة بضرورة تكثيف الجهود في البحث في مجال الإشكالات حول القرآن الكريم، ولاسيما كتب التفسير القديمة، فضلًا عن دراسة الإشكالات الحديثة, وإمداد الباحثين في مجال الإشكال القرآني بمصادر ومراجع رصينة بالإضافة إلى ترجمتها إلى عدة لغات للمساهمة في نشر المفاهيم القرآنية الصحيحة .
