برعاية أ.م.د.شروق كاظم سلمان عميد كلية التربية للبنات وفي ذكرى وفاة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وضمن الندوات الثقافية المقدمة للطالبات أقيمت ندوة (آلية الإصلاح في المجتمعات الإنسانية، السيدة فاطمة الزهراء أنموذجا) يوم الأربعاء الموافق 11/3/2015 وعلى قاعة المصطفى.
القى المحاضرة سماحة السيد رشيد الحسيني، وضح فيها ان من سنن الطبيعة انه لابد من عمل تقويمي واصلاحي ينبع من داخل الشيء نفسه وان كل شيء في هذا الوجود له القدرة على الترميم الداخلي والاصلاح  والأمثلة كثيرة على ذلك فمثلا الغابات تتعرض اشجارها للقطع منذ آلاف السنين  لكن تبقى هذه الغابات قائمة وتتكاثر وتتجدد وتعوض ما قطع منها وهذا ينطبق على المجتمعات البشرية التي تعرضت للحروب والدمار وأعطت الكثير من الخسائر فهي تحتاج الى النهوض وترميم واصلاح ما حل بها لوضع الامور في مسارها الصحيح. وذكر سماحته اننا الان نعيش تحديات كثيرة منها تحديات داخلية المتمثلة بالطائفية والعرقية والقومية وغيرها وتحديات خارجية كالحروب او هجمات ثقافية تستهدف اخلاق الناس وعاداتهم و تقاليدهم ولخطورة هذه التحديات على المجتمعات الانسانية لابد من نهضة حقيقية للوقوف بوجهها ومقاومتها لانها لو بقيت على حالها ولم يقاومها البشر لانتهت الامم والانتهاء ليس بالضرورة ماديا وانما معنويا، اذا يجب ان تكون هناك فئة صالحة ونهضة واعية من داخل الامة تأخذ بيدهم نحو الاصلاح الصحيح لذلك من ضرورات الفقه والدين الاسلامي هو وجود الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر للتحرك بالاتجاه الصحيح فالاسلام يوجهنا الى ترميم وجودنا الداخلي واصلاح مسيرتنا بشكل عام، والاصلاح هذا يتطلب توفر ثلاثة امور اولها يتعلق بضرورة وجود مجموعة تتحمل مسؤولية الامة وحصانتها وتقويمها بشكل صحيح والامر الثاني هو وجود مصلح في كل امة يأخذ بيد الامة ويعدل مسيرتها والامر الثالث والاخير هو عملية التنبيه والتذكير لانه لا يمكن ترميم واصلاح وضعنا الداخلي وحياتنا وامتنا الا في حالة وجود التنبيه والتذكر فقد قال تعالى في كتابه الحكيم (أأمر بالمعروف وانهى عن المنكر) وفي اية اخرى (وذكّر ان نفعت الذكرى) و(انما انت منذر) اذا فعلى كل فرد منا تقع على عاتقه مهمة الاصلاح وان لا يتنصل من المسؤولية الدينية والشرعية ولنا في فاطمة الزهراء عليها السلام اسوة فقد وقفت في وجه الظلم والانحراف عن الشريعة ورفضته بغض النظر عن النتائج لانها عليها ان تؤدي وظيفتها الشرعية وهي بنت خاتم النبيين وقرة عينه فقد قال عليه افضل الصلوات (من اغضبها اغضبني ومن اغضبني فقد اغضب الله)، فكانت مثال للصدق والحق سلام الله عليها.
  







Comments are disabled.