د.طلال خليفة سلمان العبيدي يشارك في ندوة حوارية للطلبة في كلية الطب / الجامعة المستنصرية
شارك أ.د.طلال خليفة سلمان العبيدي التدريسي في قسم اللغة العربية في الندوة الحوارية للطلبة حول ( تأثيرات فلسفة ما بعد الحداثة في الهوية الثقافية العراقية ) والتي اقامتها شعبة النشاطات الطلابية في كلية الطب / الجامعة المستنصرية على قاعة المؤتمرات في رحاب عمادة كلية الطب .
هدفت المحاضرة الى التعريف بفلسفة ما بعد الحداثة ويقصد بها النظريات والتيارات والمدارس الفلسفية والفكرية والأدبية والنقدية والفنية التي ظهرت ما بعد الحداثة البنيوية واللسانية ، وقد جاءت مابعد الحداثة لتقويض الميتافيزيقا الغربية ، وتحطيم المقولات المركزية التي هيمنت قديماً وحديثاً على الفكر الغربي كاللغة والهوية والأصل والصوت والعقل ، واستخدمت في ذلك آليات التشتيت والتشكيك والاختلاف والتغريب .
كما تطرق العبيدي الى مرتكزات هذا المفهوم ومكوناته النظرية والتطبيقية والمنهجية ، وماهي أهم النظريات التي رافقت مابعد الحداثة؟ وما هي إيجابيات ما بعد الحداثة وسلبياتها؟ اذ ان فلسفة مابعد الحداثة اعتمدت على التشكيك والتقويض والعدمية ، كما اعتمدت على التناص واللانظام واللاانسجام ، وإعادة النظر في الكثير من المسلمات والمقولات المركزية التي تعارف عليها الفكر الغربي قديما وحديثا.
واهم ما خلصت اليه الندوة من استنتاجات هو أن فلسفات ما بعد الحداثة عبارة عن معاول للهدم والتقويض والتفكيك و تعمل جاهدة على تحرير الإنسان من المقولات المركزية التي تحكمت في الثقافة الغربية لأمد طويل مع تخليصه من الميثولوجيا الغربية القائمة على الهيمنة والاستغلال والاستلاب والتعليب والتغريب ، وذلك عن طريق التسلح بمجموعة من الآليات الفكرية والمنهجية ، كالتشكيك في المؤسسات الثقافية الغربية وفضح أوهامها الإيديولوجية ، وتعرية خطاباتها القمعية المبنية على السلطة والقوة والعنف ، وإدانة خطابها الاستشراقي ومحارية التمييز العرقي واللوني والجنسي والثقافي والطبقي والحضاري ، أما عيوبها الخطيرة فأنها نظرية عبثية وفوضوية وعدمية وتقويضية تساهم في تثبيت أنظمة الاستبداد والقمع والتنكيل وتجعل من الإنسان كائنا عبثيا فوضويا لاقيمة له في هذا الكون المغيب ، يعيش حياة الغرابة والشذوذ والسخرية والمفارقة ، ويتفكك في هذا العالم الضائع بدوره تشظيا وضآلة وانهيارا وتشتيتا.
وفي ختام المحاضرة تقدم السيد عميد كلية الطب الأستاذ الدكتور علي اسماعيل عبد الله بتقديم شهادة تقديرية للدكتور طلال العبيدي لما قدمه من معلومات قيمة في المحاضرة وعرفنا منه بالجهود المبذولة في تقديم هذه المحاضرة .