برعاية عميد كلية التربية للبنات أ.م .د اثمار شاكر مجيد الشطري المحترمة، اقام قسم الجغرافية بالتعاون مع وحدة التعليم المستمر  ورشته العلمية الموسومة عن  “علم الجغرافية من الوصفية الى التطبيقية ” التي عقدت في يوم الاربعاء الموافق ٢٠٢٢/١٠/٢٦ في تمام الساعة العاشره صباحاً على قاعة الدراسات العليا في القسم ، والتي حاضر فيها: م.د ندى جواد محمد المحترمة . بمشاركة نخبة من التدريسيين والموظفين والطالبات .

هدفت الورشة ان الملاحظة الشخصية تُعد من اهم  مصادر الجغرافية ، فالإنسان بالفطرة يولد محب للتمعن والنظر بما يدور حوله وبعد ان تعلم الانسان فن التدوين اخذ يدون تلك الاوصاف فجاءت اوصافه في هذه المرحلة اكثر دقة ،وبعد عصر النهضة وتطور العلوم ادت عوامل عدة من اكتشاف وحدة العلم والكشوفات الجغرافية ووجود دلائل للنهضة العلمية كاهتمام بالموروث الثقافي واحياء الدراسات التجريبية دفعت البحث العلمي الجغرافي لطريق الممارسة والتجريب ادت تلك العوامل الى نمو المعرفة الجغرافية حديثة تحمل صفات النظريات العلمية وفي نهاية القرن التاسع عشر اصبح لعلم الجغرافية جمعيات ومؤتمرات دولية عالمية .

وفي عام 1934 قدم هارتشون بحث بعنوان (أهداف تدريس الجغرافيا )انتقد خلاله اعتبار الجغرافيا هي دراسة البيئة ،بل أكد ان الجغرافية هي دراسة المناطق او الاقاليم ولتحقيق هذا الهدف لابد من استخدام الخرائط ،بعد الحرب العالمية الثانية ومنذ الستينات القرن العشرين، حدث تركيز على الرياضيات، ونتج عن ذلك طفرة في استخدام الاساليب الاحصائية والمعادلات الرياضية في العلوم المختلفة، وحلت الجغرافيا الكمية مكان الجغرافيا الوصفية فتحول من الاسلوب الوصفي الى الاستنتاجي ونحو التنظيري، وبالغت البحوث في ذلك وكان لابد للجغرافيا ان تثبت اقدمها في اتجاها نحو الجغرافية التطبيقية والدراسات الميدانية .

وبعد الحرب العالمية الثانية ،وما خلفته من دمار شبه شامل لأقاليم واسعة، هذا الوضع الجديد تطلب من الحكومات الى التخطيط ومن اساسيات التخطيط معرفة الواقع وصياغة الهدف الاستراتيجي فكانت البداية دراسة مكانية ميدانية شاملة لتحديد الاضرار والامكانيات الذاتية.

وفي المجال الاكاديمي ظهر ما يعرف بالدراسات التطبيقية والتي تربط بين المعرفة الاكاديمية وسياسة الدولة والخدمات المجتمعية في مختلف التخصصات العلمية . رافق ذلك التوجه لاعتماد تقنيات رياضه واحصائية وهذا ما حث على تطور ادوات التحليل الرياضي واصبحت مساهمة الجغرافيا في وضع معايير لتطوير برامج جغرافية من أجل تنمية مستدامة ، واظهرت أهمية تكنولوجيا المعلومات متمثلة بنظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد  اتصالا وثيقا في التعليم الجغرافي ومن أجل ذلك زادت قيمة التعليم الجغرافي لأنها توفر وسائل جديدة و مبتكرة للتعليم و التدريس كما أنها تعمل على اتساع مجال البحث و التطرق إلى مجالات جديدة.

وتوصلت الورشة الى مجموعة من التوصيات :

1- الاهتمام بالورش التي تطرح ماهية الجغرافية وما فائدتها ليتنسى للطالب الالمام بعلم الجغرافية.

2- تغيير مناهج الفكر الجغرافي والاهتمام بالتراث العربي الاسلامي والجغرافية المعاصرة .

3- اعطاء اهمية للتقنيات الحديثة في كل المراحل لأهميتها وارتباطها بعلم الجغرافية لا ان لا تكون مبالغة ويبتعد الطالب او الباحث عن اساسيات الجغرافية .

4- التركيز على الدراسات الميدانية التطبيقية لأهميتها في علم الجغرافية.

المزيدإخفاء

Comments are disabled.