صدر للأستاذ الدكتور عدنان ياسين مصطفى المحترم -التدريسي في قسم الاجتماع -كتاب مشترك بعنوان ( أطفال داعش إرث النزاع وعتمة المستقبل ) لعام ٢٠٢٢ ضمن سلسلة إصدارات مركز البيان للدراسات والتخطيط في بغداد.
يناقش الكتاب واحدة من المشكلات العراقية بالعودة إلى جذورها، بعض من جذورها على الأقل، في رؤية مجملة، تتقصى العنصر الأهم في كبح جماح العنف الإنساني، نعني: الدولة، بكل مركزيتها، لدى الإنسان العراقي خاصة، وما جلبه اهتزازها، واختلال الاستقرار السياسي من مشكلات قادت إلى بروز بنى ما قبل الدولة، التي تحمل في ذاكرتها ما يكفي من عوامل العنف.
إنّ نقطة البداية في تحليل هذه المشكلة ستكون الأسرة، وكبلد شرقي، تأخذ العائلة مكاناً مهماً في المجتمع العراقي، وهي أول نواقل القيم في عملية التنشئة -بوصفها العملية التي تُتناقل بمقتضاها القيم عبر الاجيال – ومن البديهي أن َّ أية مشكلة تواجه البلد على المستوى العام سيكون لها انعكاسات على الركن الأول في المجتمع، وهي الأسرة. وبالقدر الذي ترتبط فيه مشكلة أطفال داعش بالفكر المتطرف، فإنَّها تشكل حلقة من سلسلة طويلة من الانتكاسات التي مرت بها الأسرة العراقية وانعكست سلبا على الفرد منذ طفولته، وهو ينشأ في بيئة مضطربة.ما تزال هناك أكثرمن(440000 )عائلة تعيش في المخيمات بانتظار قرار حكومي يسمح لها بالعودة إلى مناطقها، وقسم كبير من هذه العوائل متهم بارتباطه بـ”داعش”.لن تتمكن غالبية النساء من العودة، أما بسبب مصادرة ممتلكاتها ولم يبق لها مكان تذهب إليه، وأما بسبب الخوف على من تبقى من أبنائها من أن يطالهم الانتقام، أو بسبب رفض سلطات الاحتجاز داخل مخيمات السماح لها بالعودة. وتعد الحكومة قرار طرد النساء والأطفال المرتبطين بـ”داعش” ومنعهم من العودة إلى مناطقهم قرارا ً اجتماعياً وليس قراراً حكومياً، أي إن المجتمعات هي التي ترفض التعايش مع العوائل التي على صلة مفترضة بـ”داعش”، وبذلك تحاول الحكومة أن تخلي مسؤوليتها من حماية الأطفال.
أمنياتنا للاستاذ الدكتور عدنان ياسين مصطفى بدوام الرقي والتألق والعطاء في مسيرته العلمية .