اقام قسم اللغة العربية وضمن سلسلة نشاطاته الثقافية ورشة عمل عن الخط العربي والزخرفة الاسلامية قدم فيها أ.م.د.عماد يونس لافي العاني محاضرة عن الخط العربي وذلك يوم الثلاثاء الموافق 11/4/2017 وعلى قاعة الدراسات العليا في القسم. ذكر فيها ان دراسة اللغة العربية تتوزع على مستويات ستة، يتناول كل مستوى منها مساحة معرفية من علوم اللغة، وبين ان المستوى الاول لدراسة اللغة هو المستوى الصوتي الذي يتضمّن دراسة الصوت اللغوي المفرد والمقاطع الصوتية وما يتبعهما من موضوعات في هذا المجال، ثم تتركّب الأصوات المفردة والمقاطع لتكوّن الكلمات، والكلمة تدرس في المستوى الثاني وهو المستوى الصرفيّ، ثم تتساند الكلمات لتكوين الجملة التي تدرس في المستوى الثالث وهو المستوى النحوي، ثم يتبع ذلك دراسة اللغة في مستواها البلاغي، ثم المستوى الدلالي، وتنتهي هذه المستويات بالمستوى السادس وهو المستوى الكتابي الذي تتوزع فيه الدراسة على محاور ثلاثة؛ هي محور الإملاء  ومحور علامات الترقيم ومحور (الخط) الذي تناوله في محاضرته، وقال ان الخط يدرس من ناحيتين؛ ناحية تاريخية علمية محضة تدرس ضمن حقل معرفي كبير وهو (فقه اللغة)، إذ يتناول نشأة الكتابة وتاريخ تطوّرها على امتداد الأزمنة التاريخية المتعاقبة اعتمادا على الوثائق التاريخية والآثار التي تحتوي على أنواع مختلفة من الخطوط العربية وصولا إلى الوقت الحاضر. والناحية الثانية التي يدرس فيها الخط العربي هي ناحية فنيّة محضة تدرس الخط العربي من النواحي الجمالية سواء ما تعلّق منها بأنواع الخطوط العربية وما لحقها من تطور في رسمها، أو من ناحية تشريح الحرف للوقوف على النسب الهندسية التي تحكم أبعاده في كل نوع من أنواعه، ولكلّ حرف من الحروف العربية، فضلا عن كتابة المقاطع والعبارات بصورة مدروسة، وهذا ما تخصصت به أقسام الخط العربي والزخرفة الإسلامية في كليات الفنون الجميلة.

وقد سعى في محاضرته ايضاح أنواع الخطوط العربية وطبيعة كل خط منها، والمجالات التي يستعمل فيها، مثل خطوط الثلث والنسخ والرقعة والديواني والجلي الديواني والتعليق (الفارسي) والإجازة والكوفي، فتناول كتابة  بعض الحروف والكلمات والأسماء بهذه الخطوط وشرح أبعادها والكيفية التي تكتب فيها والنسب الواجب إتباعها. 

ومن الجوانب المهمة التي تطرق إليها، هو التفريق بين الخط بصورته المذكورة آنفا وبين تحسين الكتابة التي يرغب فيها الكثير من الناس، فهؤلاء لا يريدون أن يصبحوا خطاطين وإنما همّهم أن تتحسن كتابتهم لتصبح حروفهم التي يكتبونها مقروءة مستساغة، ثم بيّن أن كل حرف من الحروف مهما كان شكله يتوزع رسمه على ثلاثة اتجاهات؛ الاتجاه الأفقي ويكتب على السطر، والاتجاه العمودي ويكتب متعامدا مع السطر، والاتجاه المائل بزاوية ما، وإذا ما ضبط الكاتب الاتجاهين الأفقي والعمودي للحرف فإن الاتجاه المائل سيكون متمما لشكل الحرف ولا يؤثر كثيرا فيه، وقد يجد المتدرب صعوبة في بادئ الأمر إلا أن المسألة ستكون يسيرة باستمرار التدريب على الكتابة ولا يستغرق ذلك وقتا طويلا، فقد تتحسن الكتابة في ظرف ساعتين لا أكثر.






Comments are disabled.