اجريت المناقشة العلنية لطالبة الماجستير غيداء حيدر علي من قسم اللغة العربية  في رسالتها الموسومة (كتاب الملخص في ضبط قوانين العربية لابن ابي الربيع الاندلسي ت 688  دراسة تحليلية)، وذلك يوم السبت الموافق  24/6/2017 وعلى قاعة المصطفى . 

تمت المناقشة بحضور أ.د.شروق كاظم سلمان عميد الكلية وأ.د.امل داود سليم  معاون العميد  للشؤون العلمية  وأ.د.انعام داود سلوم رئيس قسم اللغة العربية وعدد من اساتذة القسم وطلبة الدراسات العليا.

لقد شغل التراث الاندلسي حيزا مهما في الموروث الفكري العربي بعد أن أخذ في مجالات متعددة من جوانب العلم والمعرفة، ومن هذا الإرث العظيم ما شهدت له الحركة اللغوية والنحوية من بزوغ وتطور كبيرين حفلت به كتب شتى حاولت الكشف عما ضمت من آراء مبتكرة، وصور جديدة تميزت بها طبيعة المدرسة الاندلسية. ولما كان القرنين السادس والسابع للهجرة من أخصب القرون علما وثقافة عند الاندلسيين، فقد حاز علماؤها في العقود الاخيرة من عصرنا الحديث عناية خاصة من لدن الباحثين والمحققين، حين ولى طائفة منهم وجوههم شطر المغرب الإسلامي ينفضون الغبار عن كنوزه، ويبرزون اسهام علمائه في إذكاء الثقافة الادبية والاسلامية، إذ ظهر فيه طائفة من حذاق العلم وجهابذة الفكر ممن طبقت شهرتهم الآفاق حتى صار الواحد منهم تحط بفنائه رجال الرجال. وكذلك هو (ابن ابي الربيع) فهو ابوالحسين عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن ابي الربيع القرشي الاموي العثماني من ذرية الخليفة عثمان بن عفان. من مواليد اشبيلية لسنة (599)، في بيئة كانت منارا للنبوغ الفكري في مختلف ميادين العلوم والفنون يهتم حكامها بعلمائها مما ادى الى انتقاله في البلاد فكان احد اعلام القرن السابع للهجرة اهتم بالحفاظ على العربية وحمايتها من اللحن بعد ما اخذت (العامية الاندلسية) تزاحم الفصحى مزاحمة شديدة والرد على المشارقة لشعور المغاربة بالتخلف عنهم وشرح الكتب وتبسيطها وتسهيلها للدارسين والناشئين.

    كما امتاز ابن ابي الربيع بالتحليات والاوصاف الفاضلة، فضلا عن ما له من مؤلفات وشروح قد اعتمدت في حلقات الدرس والاقراء لاهميتها، ومشاركته الى جانب علوم النحو واللغة والتفسير والقراءات والحديث والفقه والسيرة والادب والفرائض والحساب الى جانب ما تجلى به من صحة الرواية وامانة النقل وعلوالاسناد واتصال السماع.

   تناولت  الباحثة احد كتبه  وهو (الملخص في ضبط قوانين العربية) مدارا للبحث والدراسة والذي اتسم بمادته النحوية الخالصة التي استخلصت جزيئاتها من شتى كتب النحو خصوصا وان الغاية من الكتاب تعليم العربية وتبسيطها وتسهيل ما صعب على طلاب النحو فهمهه وادراكه. وقد اغفل  المقدمة التي تعد بطاقة تعريف تحمل بين طياتها الاسس المنهجية وقواعد البحث التي اختط على اثرها الكتاب الى جانب صعوبة بيان طريقة الترتيب لكنه كان واضحا في معالجة الفصول والابواب والمسائل.

وقد عالجت الباحثة في رسالتها (كتاب الملخص بدرس تحليلي احتوى على تمهيد  وثلاثة فصول اولها منهج ابن الربيع في تبويب الكتاب بمطالبه الاربعة (الرفع والنصب والجر والبناء). وتناول الفصل الثاني موارد ابن ابي الربيع وشخصيته العلمية وقد جاءت المادة على مبحثين كسابقتها في الفصل الاول. اما الفصل الثالث فقد تناول اصول النحو وشواهده وقد جاء بثلاثة مباحث تمثلت بالسماع والقياس والاجماع. الى جانب ما كان للباحثة من مآخذ علمية ومنهجية على كل من مؤلف ومحقق (الملخص). 

ومن اهم النتائج التي كشفت عنها الدراسة هي الثقافة والموسوعية التي تحلى بها ابن ابي الربيع، واعتماد المصطلح النحوي البصري الى جانب مصطلحات تفرد ابن ابي الربيع في استخدامها ولا يمكن اغفال انه كان من اهل الانتخاب والاختيار والجمع بين اراء البصريين والكوفيين ويظهر ذلك في ما  عالجه في المسائل الخلافية والاراء النحوية. وظهر من خلال الدراسة ان الكتاب يضم شرحا للمفردات ويوضح استعمالاتها   ويعرض بعض المسائل اللغوية التي تتعلق بتلك المفردات، كما ظهر للباحثة ان المؤلف في كتابه هذا قد نقل عن بعض الكتب المفقودة. ومما اعطى للرسالة ثقلا علميا دقة الباحثة في الدرس والتمحيص حتى انها وجدت مراكز اشعاع علمي في كتاب ابن ابي الربيع لم ينتبه لها المحقق والدارسين لابن ابي الربيع من ذلك المصادر التي اغفلها السابقون كالتبيان في اعراب القرآن للاكبري، واصلاح الخلل الواقع في العمل وبعض الدواوين الشعرية.





Comments are disabled.