قدمت أ.د. عفراء إبراهيم خليل العبيدي التدريسية في قسم الاقتصاد المنزلي ضمن سلسلة النشاطات العلمية للاستاذ الجامعي حلقة نقاشية ( سمنار) بعنوان (اصالة الذات لدى طلبة الجامعة في ضوء بعض المتغيرات ) والتي هدفت الى التعرف على اصالة الذات لدى طلبة الجامعة  بدلالة الفرق في اصالة الذات بحسب بعض المتغيرات كالجنس مثلا .
اشارت التدريسية الى أن اصالة الذات هو تجسيد إيجابي لسلوك موجه بالهدف يتطابق مع حقيقة الشخص ويعرب به عن التزامه الذاتي والتلقائي والإرادي بأنساق القيم والفضائل الإنسانية دون إملاءات أو إكراهات من سياق أو تأثيرات من آخر، ويمكن تعريفه بأنه تطابق سلوكيات الشخص مع ماهية ذاته الحقيقية، فلا يصدر منه تعبيراً أو يبدى انفعالاً أو يأتي بتصرف مخالف لنسق قيمه واعتقاداته الفعلية التي يؤمن بها، ولا يناقض مراده وهواه الذاتي الحقيقي في نفس الوقت.
وأضافت العبيدي قائلة هو التلقائية وحرية الإرادة التي تتجسد في توجه الشخص لرسم مسار حياته (وجهة ومحتوى وغاية) بما يعكس هويته الحقيقية دون إكراهات أو إملاءات من أحد، ودون أن يعني ذلك في نفس الوقت عدم مراعاة قيم ومعايير المجتمع وتقاليده.كما يعرف بانه قدرة الشخص على التدبر في ذاته وفهمه لدوافعه ووعيه بها؛ وبالتالي ترجمة هذا الوعي في أسلوبه في الحياة بما يدفعه لارتقاء بمكامن قوته وجوانب تميزه، وتطويق بواطن ضعفه ومظاهر قصوره بواقعية، وبدون سعي في الحياة تحت إلحاح الرغبة في الحصول على استحسان الآخرين، ولا الإذعان للضغوط والإكراهات الاجتماعية التي تُملى ما يجب وما لا يجب.
وذكرت المحاضرة أن أهمية متغير اصالة الذات تأتي بأعتبارها أهم جوانب الرفاه الإنساني بل انها جوهر الرفاه، ويعتقد الكثير من العلماء ان عدم تمتع الفرد بسمات اصالة الذات يؤدي إلى الامراض النفسية والضيق لأنه يسبب الانخراط في السلوك القسري. وتأتي أهمية اصالة الذات من اعتبارها محددًا أساسياً من محددات راحة البال والهناء النفسي الحقيقي، وتتحقق مثل هذه النوعية من الحياة عندما يبحر الإنسان في الحياة تفكيراً وانفعالاً وسلوكًا بصورة تعكس الفضائل والقيم الأخلاقية الإنسانية.

Comments are disabled.