برعاية أ.م.د.شروق كاظم سلمان عميد كلية التربية للبنات وبمناسبة عاشوراء عقدت على قاعة المصطفى في الكلية ندوة نقاشية تحت عنوان (الامام الحسين عليه السلام منهج وفكر للحياة) يوم الثلاثاء الموافق 3/11/2015  باستضافة الشيخ ميثم الخفاجي احد شيوخ الحوزة في النجف الاشرف لإدارة هذه الندوة.

خير ما بدأت به الندوة تلاوة آي من الذكر الحكيم من قبل احدى الطالبات ومن ثم القت عميد الكلية كلمة بهذه المناسبة، فبعد الحمد والشكر لله تعالى والصلاة على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين رحبت بالشيخ الخفاجي وشكرته لحضوره وتحمله مشقة الطريق من النجف الاشرف كما رحبت بالحضور جميعا. وبينت في كلمتها ان المراحل التي قطعتها البشرية تشير الى مساحة اصلاحية توازي الفساد الذي يطرأ على المجتمع فالأنبياء والمصطفون بعثوا ليذكروا الانسان الذي سرعان ما ينسى بالفطرة الحق والعدل ومن ذلك المرحلة التي عاشها الامام الحسين عليه السلام وهي مرحلة تتصف بانها مرحلة تواصلية مستمرة تحمل ديمومتها وقوتها في داخلها فالانسان الذي حمل الامانة الاصلاحية لا يمكن ان يوجد كما وجد في قصة الطف المتمثلة في التضحية والايثار والتخطيط  المستقبلي من هنا فالأمام الحسين سعى الى اقامة المشروع الحضاري التنموي الدائم بالبعد الانساني الاصلاحي المقترن بالادارة الستراتيجية المتمثلة بواقعة الطف الاصلاحية والتي رصد الامام لها النجاح والاستمرارية الى نهاية التاريخ، وان ما قام به الامام الحسين عليه السلام من مشروع حضاري تنموي ذو ابعاد انسانية ممزوجة بفكر الهي وتخطيط  ستراتيجي سليم استطاع من خلاله لا ان ينجح ذلك المشروع فحسب بل يضمن استمرارية ذلك النجاح على مر الازمنة والدهور مسطرا انجازا فريدا يحقق للإنسانية جمعاء المستقبل الزاهر والحياة الاسلامية الكريمة . كما بينت ان المرحلة التي بداها الامام الحسين كانت مرحلة لاحقة بالمشروع الذي بدأه الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم ونجاح الحسين كان امتداد لنجاح المشروع المحمدي .

بعد ذلك بدأ الشيخ ميثم الخفاجي بمحاضرته التي وضح فيها ان حديث الامام المعصوم  صلوات الله وسلامه عليه  اذا اراد ان يتحدث  فانه يضع الحرف في موضعه ويكون لكلامه دقة جدا عالية وربط ذلك بقول سيد الشهداء الامام الحسين (شاء الله ان يراني قتيلا وشاء الله ان يراهن سبايا) ووضح قائلا ان الله بطبيعة الحال يرى كل عمل صغيراً كان او كبيراً صالحا كان او سيئاً. اذا قد يتساءل سائل لماذا اضاف الامام الحسين عليه السلام وهو سيد الفصحاء هذه الكلمة (يراني ويراهن) وقد بين ان هناك عدة احتمالات لإضافة كلمة الرؤية فالاحتمال الاول يقول ان نهضة سيد الشهداء وحركة الامام ومعركة الطف قضية يتوقف عليها التوحيد والامام الحسين عليه السلام يستمد كلامه من كلام الله سبحانه وتعالى، اي ان الحسين اضافها حتى يبين ان نهضته يتوقف عليها الدين والاحتمال الثاني هو ان الامام الحسين اراد ان يبين ان نهضته وحركته  مسددة بلطف من الله تعالى ورعايته ومخطط لها من السماء .

ووضح انه قد يسأل سائل لماذا اصطحب الامام الحسين النساء والاطفال والعيال فأجاب الشيخ هناك نظرتان اثنتان الاولى منها انه ينبغي لنا ان نسلم بحركات المعصوم كلها والنظرة الثانية هي ان الامام الحسين اصطحب النساء والعيال حفظا عليهم لان اعداء الحسين قد يتعرضون لهم في المدينة وان هذا التعرض قد يعيق من حركة سيد الشهداء التي يتوقف عليها الدين لذلك الامام صحبهم معه وهناك عدة تفسيرات لذلك الاصطحاب منها ان للنساء وللعائلة الكريمة دورا هاما وكبير وهو دور النساء في نقل ثورة الحسين ولحظة وحركة هذه النهضة وقضية سيد الشهداء فقد نقلت سيدتنا العقيلة زينب عليها السلام ومن معها الكثير من حقائق واقعة الطف. واشار الشيخ في حديثه انه ما دمنا نعيش في رحاب نهضة وثورة الحسين وايام عاشوراء يجب ان نقتبس من هذه النهضة والحركة المباركة والاستفادة منها ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لان هناك الكثير لا يعرفون حركة ونهضة الحسين عليه السلام ولأنها منهج يجب ان ننهجه في الحياة. واضاف ان التفسير الثاني لذلك هو المواقف التي تؤخذ من نساء عاشوراء ومنها مواقف الثبات والاطمئنان والايمان بعد واقعة كربلاء او بعد سقوط القتلى وتعرضهم لكثير من المصائب والاستفادة من هذه المواقف كدروس لنا. وبين الشيخ ان النساء في واقعة الطف كان لهن الدور في تشجيع الازواج والاولاد على القتال واخر ما ذكره حول ذلك هو انه على الرغم من كثرة المصائب وعظمتها كانت النساء تلتزم بأعلى مراتب العفة والحشمة والالتزام بالأحكام الشرعية وخير مثال على ذلك هو ثبات سيدتنا زينب عليها السلام وصلاتها صلاة الليل رغم مرورها بأصعب الليالي التي مرت عليها بفقدانها اخيها وامامها الحسين واخيها العباس عليهم السلام وابنائهم .





Comments are disabled.