أجريت بعون الله تعالى المناقشة العلنية لطالبة الماجستير (شذرة الحكم عبد الكريم ابراهيم) من قسم اللغة العربية في كلية التربية للبنات عن رسالتها الموسومة “فلسفة الموت في شعر رياض الصالح الحسين” في يوم الأحد الموافق 29/8/2021 والتي اجريت في رحاب قاعة المناقشات في الكلية .
وقد نوقشت الرسالة من قبل كل من :
أ.د. طلال خليفة سلمان رئيسا
أ.د. فائز هاتو الشرع عضوا
م.د. ايناس عباس صالح عضوا
وبأشراف أ.د. أثير محمد شهاب
بينت الدراسة إن قصيدة النثر بمناخها الجديد تستدعي الوقوف على الدلالات التي تنفتح على أفق تأويلي متعدد تتجاوز الدلالات الواضحة والمباشرة؛ لأن الشعر الحديث يفتح الميدان الرحب للتأويل بكل احتمالاتهِ ومعانيه . وإن الفكر النقدي الجديد لم يعدْ يقبلُ بالتصورات البائنة للقصيدة, وإنما أصبح مُتسائِلاً قلِقًا ومُشكِكًا, فضلاً عن كونهِ يقومُ على التحليل والتفسير, وقد جاء ذلك التطور في التعامل مع النصوص الابداعية, تبعًا لتجدد الثقافة وتغير مفهومها في الكشف عن اشكاليات الأدب واستقصاء الظواهر فيه, بما في تلك الظواهر من خفايا وما ورائيات, ذلك أن الموت أساس كل ما هو مُغيب, وهو السؤال الذي تكثرُ اجاباتهُ دونما الاتفاق على جوابٍ واحد؛ لذا يلجأ الشاعر إلى خيالهِ لصياغة اجابات عنه صادرة عن انفعالات ذاتية أو جماعية , محاولاً جعل الموت حالة من حالات التغير التي تطرأ على حياتنا, فيكون الموت فصلاً من الحياة وليس نهايتها.
أن تجربة الشاعر السوري )رياض الصالح الحسين( لها امكانياتٌ خاصّة في تناول فكرة الموت بفلسفة قائمة على التناقضات والضدّيات والمفارقات في النصّ الواحد, إذ إن الشاعر في أعمالهِ الكاملة تعامل مع الموت بمختلف الأمزجة, ولم يكن بمزاجٍ واحد في تعاملهِ مع فكرة النهاية والفناء ومنتهى الأشياء, بل كان انسانًا يحملُ وعيًّا مليئًا بالحيرة التي انعكست على قصائدهِ بشكلٍ كبير فهو لا يقف على مفردة الموت في النصّ على أنها موت؛ لأنها في وجهها الآخر ربما تكون حياة, وربما تكون بداية , وربما تكون حُريّة, وربما وربما …, فلا نهاية لتأويل الموت عند رياض, في كلِّ قصيدةٍ يولدُ تأويلٌ آخر نشهدُ بهِ احياءً للموت من زاويةٍ أُخرى
كان الهدف من هذه الدراسة هو تقديمِ فلسفة الموت على النحو الذي يرتقي بها في المستوى العلمي والأدبي المطلوب. أما المنهج الذي اعتمدت عليه الدراسة هو المنهج النصّي فهو الأسلم في مواجهة نصوص معنية بقراءة الغياب, والابتعاد عن الأنساق الخارجية التي تؤطر أو تتقدم النصوص التي تهتم بالموت, وأنّ الجماليات التي أسست للنصوص, كانت حاضرة بقوة الخيال الذي امتلكه الشاعر.