برعاية السيد عميد كلية التربية للبنات أ.د.إسحق صالح العكام المحترم وبإشراف السيدة رئيسة قسم الاجتماع أ.م.د.منى حيدر عبد الجبار المحترمة  جرى يوم الاحد وفي تمام الساعة العاشرة صباحاً  الموافق 13/3/2022  عقد الورشة العلمية  الثالثة الموسومة ( مشكلة المخدرات والأمن الأنساني) لقسم الاجتماع في كلية التربية للبنات –قاعة المناقشات ، حضرها عدد من اساتذة الكلية وطلبة الدراسات العليا ،حاضر فيها الأستاذ الدكتور عدنان ياسين مصطفى استاذ اجتماع التنمية في قسم الاجتماع ،قدم فيها نتائج  مهمة عن عوامل  تفاقم هذه الظاهرة وأسبابها ، عبر عرض دراسة بحثية ميدانية عن الموضوع  ، وكانت الورشة بإدارة أ.م.د. منى حيدر عبد الجبار   ، ومن أهم مَـا  جاء فيها :إن بتنوع الإمراض التي تدعى بأمراض العصر وتعقدها باستمرار وبالتوازي مـع تقـدم البـشرية فـي مجالات التطور العلمي والاجتماعي ومختلف مجالات الحياة الأخرى . فضلاً عن الإمراض الفيروسية والعضوية والنفسية ، هناك مرض تعاطي المخـدرات وإدمانها, أذ لم يعد خافيا على أحد أن خطر الإدمان  على المخدرات أصـبح اليـوم يهدد أمن الدول وسلامتها في العالم ، ويعرضها إلى ضياع عدد كبير من شبابها الـذين تنتهـي رحلتهم معه إما بالمـرض أو إلـى التـشرد والجنـون أو إلـى المـوت،و المخدرات أصبحت إحدى اكبر المشكلات التي تواجه الدول قاطبة وباتت هاجسا مزعجا ومؤرقا يهدد الأجيال المعاصرة مـن الشباب ويتوعد الأجيال القادمة منهم بأخطر الإضرار . وازدادت في الآونة الأخيرة خطورة هذه الظاهرة خصوصا حين انتشرت في صـفوف الـشباب (ذكوراً وإناثاً)ا وهم يشكلون عصب كل امة من الأمم او مجتمع من المجتمعات.  إن تعاطي المخدرات والإدمان عليها خاصة بين جيل الشباب في تزايد مستمر فـي جميـع أنحاء  العالم, وفي العراق تشير الاحصائيات إلى زيـادة تجـارة المخـدرات بشكل لم تشهده البلاد من قبل, والتي أدت لاحقاً الى امتداد انتشارها بين الشباب في المحافظات كافة لاسيما الحدودية منها , مما يجعلنا ندق ناقوس الخطر , كون الشباب هم عماد الامة والركيزة الرئيسة لتحقيق النمو والتطور في أي بلد .

  وتأتي أهمية الموضوع من الخطورة التي تنطوي عليها ظاهرة تعاطي المخدرات والتي تشكل تهديداً حقيقياً لمجتمعنا العراقي ؛نظراً لاستهدافها لأهم عنصر فيه وهم الشباب الذين يمثلون الدعامة الأساسية التي يقوم ويرتكز عليها مجتمعنا . وهذا  ينعكس سلباً على النواحي المختلفة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية التي ينشدها المجتمع  العراقي لاسيما وان مجتمعنا العراقي بات بسبب الحروب والازمات المحلية والدولية مرتعا لعصابات تهريب المخدرات في ترويج مخدراتهم وإيصال أنواع عديدة منها وبيعها على الشباب والمراهقين , ومن هنا لابد أن تتضافر الجهود للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة والدخيلة على المجتمع العراقي .

إن المخدرات كأي سلعة لابد لها من دخول قانون العرض والطلب وإيجاد الرغبة لشراء هـذه السلعة وهي الترويج لها والدعاية من اجلها وتؤدي عوامل عديدة دولية ومحلية دورا كبيـرا في نشر المخدرات منها :

العامل السياسي :الذي  أدى دوراً مهماً في نشر المخدرات ؛نتيجة ضعف سلطة القانون  وعدم وجود روادع ضابطة للمتعاطين وللمتاجرين .

العامل الاقتصادي:  يتلخص في ارتفاع مستوى المعيشة البطالة وماتتركه من ضغوط كبيرة في مواجهة الحياة ،فـضلاً عن قلة فرص العمل وتوفر الفراغ لدى الشباب وازدياد متطلبات الحيـاة .

العوامل النفسية: نجده في الضغوط النفسية الكبيرة نتيجة الإحباط في العمل او عدم تحقيق الحاجات الملحـة لـدى الفـرد ،والشعور بمركب النقص نتيجة عاهة اوعوق او عدم مجاراة الآخرين في مستويات طبقيـة او ثقافية معينة والشعور بالفشل وضعف القدرة والكفاءة والرغبة الشخصية في التجريب وحب الاستطلاع والمجازفة أو التوهم بان التعاطي يـدل علـى الاستقلالية وقوة الشخصية وعدم الرضا الحياتي بـصورة عامـة ، والاغتـراب واللامعياريـة أو بصورة عامة التقاطع مع قيم المجتمع السائدة لعدم مسايرتها للتطور الحياتي أو ما قد يـراه هو (الشخص المتعاطي ).

العوامل الاجتماعية : دور رفقاء السوء في الترغيب اوالحث او التورط أو التقليد أو تسيير فـرص ذلـك والتفكـك الأسري ونعني به الصراعات التي تنشب داخل الأسرة وأجواء التوتر والاختلافات الدائمة بين أطراف الأسرة وخاصة الوالد والوالدة ،فهي تلقي بضلالها سلبياً على الأبناء الذين يفتقـدون – في ظل هذه الظروف – للاهتمام والحنان والعطف الأسري ومن ثم  يبحثون عنما يعتقدون أنه  ملجأ لحل المشاكلات ،أو أن الضحية في هذه الصراعات داخل الأسرة هو أحد  أطرافها (الأب،أو إلام) اذ يلجأ إلى تعاطي المخدرات أو الخمور هرباً من واقعه كما يتصور, ويأتي خطر رفاق السوء إذ أن تأثيرهم يتزايد في مرحلة يكون الشاب قابلاً للتأثر خاصة فـي مرحلة النماء المراهقة وحالات ضعف الترابط الأسري .ولاشك أن السفر إلى الخارج مع وجود كل وسائل الإغراء وأماكن اللهو وعدم وجـود رقابـة على الأماكن التي يتم تناول المخدرات فيها ؛تعد من أسباب تزايد نسب ومعدلات المتعاطين.

ختاما ،لابد من القول : إن عملية الحد والتخفيف من هذه الظاهرة يتطلب تكاتف جميع الاطراف المجتمعية ( الرقابية , والقانونية , والصحية , والاعلامية , والدينية , والتربوية والتعليمية …….) ولا ننسى دور الاسرة والتنشئة الاجتماعية في الضبط  والحد من عمليات وممارسات تعاطي المخدرات وإدمانها .

Comments are disabled.