جرت بعون الله تعالى المناقشة العلنية لطالبة الدكتوراه( أنفال عصام اسماعيل ) من قسم اللغة العربية عن اطروحتها الموسومةب (السياق في الشعر الصوفي وأثره في اختيار دلالة البنى الصرفية شعراء القرن السابع الهجري أنموذجاً ) في يوم الأربعاء الموافق 2023/3/29 في تمام الساعة التاسعة صباحا في قاعة المناقشات في رحاب كلية التربية للبنات أجيزت الرسالة بتقدير جيد جداً.
وقد تألفت لجنة المناقشة من الأساتذة الأفاضل:
1- أ.د علي حاتم حسن – رئيساً
٢-أ.د. بان صالح مهدي -عضواً.
٣-أ.م.د. حيدر محمد جبر – عضواً.
٤- أ.م. د. خالد أحمد عبد القادر -عضواً
٥-أ.م. د. ميرفت يوسف كاظم -عضواً
٦-أ. د. هند عباس علي – عضواً ومشرفاً .
وتتمثل أهداف البحث بـالوقوف على السياق في النصوص الشعرية، وبيان أثره والتفكر في توجيه دلالة البنى الصرفية عن طريق إمعان النظر في سياقات كل بنية والربط بينهما للوصول إلى معرفة المراد منها ومن ثم ينتج العمل بها، لذا فالبحث يسهم في إثراء الدرس اللغوي ومن هنا تكمن أهميته.
أما مشكلة البحث فتكمن في الأسئلة الثلاثة الآتية:
- ماهي قدرة السياق في تحديد دلالة البنى الصرفية في النص الشعري الصوفي؟
- ما القصد من اختيار اللفظة على بنية صرفية بعينها من دون البنى الأخرى؟
- ما القصد من اختيار اللفظة من دون غيرها من الألفاظ الأخرى التي تؤدي معنى مشابهاً أو قريباً؟
وقد كان السياق المحور الأول من محاور هذه الدراسة لما له من أثر بارز في تعيين دلالة الألفاظ، لذا أبرزت الدراسة دور السياق بشقيه اللغوي وغير اللغوي.
وتمثل المحور الثاني بعلم الصرف، فوضح أثر السياق في اختيار واستدعاء بنية صرفية ملائمة لمعنى النص، لذا شملت الدراسة على البنى الصرفية المختلفة أما المحور الثالث لهذه الدراسة فتمثل الشعر الصوفي.
وقد أبرز البحث الإمكانات الزمنية المتعددة التي تتوفر عليها البنية الصرفية الواحدة إذ تحمل البنية الفعلية الدلالة على الزمن الماضي وفي الوقت نفسه تحمل دلالات زمنية أخرى مثل الدلالة الزمن الحاضر والمستقبل إذ أضفت القرائن ألواناً زمنية مختلفة غير الدلالة الثلاثية المعروفة للزمن مثل الدلالة على الزمن الحاضر المستمر أو الدلالة على مطلق الزمن.
وعبّرت كثير من البنى عن تطور دلالاتها مثل الدلالة المضادة التي خرج إليها المصدران ( خلاعة، تهتك)، فاتسمت الألفاظ بالإيهام الدلالي، وهو ما يستدعي المزيد من الانتباه والوعي من الدارسين للقدرة على كشف النقاب عما يقترب من المعنى المراد للمتكلم، وتتسم الدلالات الزمنية بالتشابك والتداخل مما لا يمكن متابعتها بشكل دقيق إلا عن طريق دراسة سياقها وما فيه من القرائن، لذا أبرز البحث الإمكانات الزمنية المتعددة التي تتوفر عليها البنية الصرفية الواحدة وتنوعت البنى الصرفية في النصوص الشعرية واُستعمل بعضها استعمالاً واقعياً، واستعمل كثير منها استعمالاً مجازياً أخرجها عن دلالتها الحقيقية مما يثبت أنّ لغة النص الصوفي تتسم بكونها لغة مجازية استعارية؛ إذ وظف الشعراء في كثير من الشواهد فنّ الاستعارة، فجاءت البنى الصرفية على غير دلالتها المألوفة سواء في البنى الفعلية أم المصدرية أم البنى الأخرى ، وحملت بعض البنى أكثر من دلالة ملائمة للسياق؛ إذ تعددت الدلالة على سبيل المثال للفعل (عفّر) بيّن دلالة التطهير من الذنوب والسجود والذل، وإنّ قصد الشعراء في اختيار الألفاظ على البنى الصرفية المختلفة من دون غيره كان القصد منه في الغالب المبالغة في وصف الحدث مثل الفعل عربد، فني، سكر، وقد عمد الشعراء إلى توظيف ألفاظ البنى الصرفية من العالم الواقعي، ولا سيما التي تتعلق بوصف جمال المحبوب الإلهي مثل مائس ساقي كؤوس، ووظّف الشعراء الكثير من البنية الصرفية التي تدل على وعي لغوي وذوق متميز بصورة جعلتها تؤدي معناها المراد الذي يريد المتكلم إيصاله، وأظهر دورها في تأدية الوصف المناسب مع سياقها فظهرت البنى الصرفية مندمجة متناغمة.
ونوقشت الاطروحه مناقشة علمية مستفيضة ودقيقة ،بينت مواطن الضعف والقوة ، وقد حصلت الطالبة على تقدير ( جيد جداً)
أمنياتنا لإعضاء لجنة المناقشة والطالبة بدوام الرقي والتالق في مسيرتهم العلمية .