في هذه الدراسة الموسومة بـــ ( الخيانة الزوجية وعلاقتها بالمشكلات الأسرية ) نتطلع إلى سبر أغوار أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الخيانة الزوجية, وأبرز الانعكاسات التي تتركها الخيانة الزوجية على الزوجين والمجتمع, واثناء هذه الدراسة تم طرح جملة من التساؤلات لعل اهمها ما التفسير القانوني والديني للخيانة الزوجية ؟ إلى أي مدى تفاقمت هذه الظاهرة في ظل التحولات المجتمعية في العراق ؟ وما أبرز مظاهرها ؟ ما تداعياتها التي تتركها على الفرد والأسرة والمجتمع بعامة ؟ خضعت هذه التساؤلات لاختبار (مربع كاي) للتأكد من الإجابة عليها في الجانب الميداني.
وتأتي أهمية الدراسة لتعاظم التهديدات التي تواجه المؤسسة الأسرية, كونها أهم مؤسسة في المجتمع, ومحاولة ايجاد الحلول لمعالجة تلك السلوكيات التي يمارسها الزوجان, وما للخيانة الزوجية من انعكاسات تتركها على الزوجين والابناء والمجتمع. 
وركزت أهداف الدراسة في التعرف على الأسباب الكامنة وراء تفاقم مستويات الخيانة الزوجية في المجتمع في ظل التحولات المجتمعية الكبيرة والتعرف على الآثار السلبية التي تتركها الخيانة الزوجية على الزوجين والابناء وعلى المجتمع عامة.
اعتمدت الباحثة في دراستها على عينة قصدية  عمدية اذ تم أخذ عينة الخيانة الزوجية من طريق (دعاوى الطلاق, دعاوي النفقة, دعاوي المشاهدة), أما الادوات المعتمدة في الدراسة فهي (الملاحظة, مقابلة, الاستبانة), كذلك وظفت الدراسة مجموعة من الوسائل الاحصائية لتحقيق اهداف الدراسة. 
وتوصلت الدراسة إلى نتائج ومن أبرزها أن ما يقارب أكثر من نصف العينة من الازواج كانوا في مقتبل العمر بين الفئتين الثانية والثالثة (26-39), واتضح أنّ  الخيانة الزوجية ليست مقتصرة على فئة تعليمية معينة وانما قد مست هذه الظاهرة جميع فئات المستويات الثقافية بلا استثناء ولكن بنسب متفاوتة, اتضح أنّ أقل من نصف افراد العينة بقليل تقريبا كان اختيار زواجهم عن طريق الاهل وبلغت نسبتهم (43.0%) , تبين من خلال النتائج ان غالبية افراد العينة اكدوا ان اساليب التربية الخطأ هي من اكثر الاسباب الاجتماعية التي تؤدي الى الخيانة الزوجية, كما ان نسبة (62.6%) من المبحوثين  افادوا ان الضعف المادي احد الاسباب الدافعة الى الخيانة الزوجية. 
   وتم تقديم عدد من التوصيات أبرزها فتح مكاتب خاصة للأسرة يقوم بادارتها متخصصون في الخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع وعلم النفس ويتولّون مسؤولية معالجة المشكلات التي تعاني منها الاسرة, ورقابة وتشديد من الحكومة على الفضائيات التي تبث وتشجع على العلاقات غير الشرعية عبر بثها للمسلسلات والأفلام التي تشجع على الخيانة الزوجية  اقامة ورش عمل للمشاكل الزوجية, ايضا وايجاد الحلول لها بوساطة متخصصين في الخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع وعلم النفس لمعرفة الاسباب الحقيقية للمشكلات التي تواجه الزوجين واعطاء الحلول المناسبة لها، أما المقترحات فكان من ابرزها العمل على اقامة ورشات عمل وندوات ومؤتمرات علمية لغرض توعية الزوجين بأهمية العلاقة الزوجية والمحافظة عليها لأن الأسرة جزء من المجتمع بل أساسه الذي يبنى المجتمع عليه , واجراء المزيد من البحوث والدراسات بشأن موضوع الخيانة الزوجية في محاكم مختلفة من بغداد والمحافظات.

Comments are disabled.